لُطفًا، لا تقرأ ما أكتب.
قُلتُ لا تقرأ! أما زلت تقرأ؟
انظُر جيِّدًا إلى الكلمة التالية (ولكن لا تقرأها): لقد قرأتَ مُجدّدًا!
لا بأس، فالقراءة عمليّة تلقائيّة لا يُمكنك السيطرة عليها.
ليس بمقدورك أن ترى كلمة مكتوبة بحروف أو لغة تعرفها وتمنع نفسك من قراءتها (وهذا هو مبدأ الإعلانات على جانبي الطريق على فكرة، ولكنّه موضوع آخر).
ربما أنت تفكّر الآن كم أن القراءة سهلة وبسيطة حتى أنّك لا تستطيع منع نفسك منها. ولكنك مُخطئ...
رغم تلقائيتها عند القارئ المُتمرّس، إلا أن القراءة عمليّة معقّدة وتحتاج عناصر عدّة لكي تتم بنجاح. في عام 1986، قدّم الباحثان فيليب غاف وويليام تونمر نموذج الرؤية البسيطة للقراءة Simple View of Reading SVR. هذا النموذج هو عبارة عن المعادلة التالية : القراءة = التعرّف إلى الكلمات * فهم اللغة.
طُوّرت هذه النظرية بعد ذلك بزيادة مستوى الطلاقة (أو سُرعة التعرُّف إلى الكلمات) لتصبح المُعادلة هي التالية: القراءة = (التعرّف إلى الكلمات + فهم اللغة) * سُرعة التعرُّف إلى الكلمات.
تخيّل معي أن أحد الأطفال العرب لم يتعرّض في حياته للغة العربية الفُصحى ويَصعُبُ عليه فهم مُفرداتها وقواعدها، فهل سيتمكّن من إتمام عمليّة القراءة بشكل فعّال ومُثمر؟
الأمر نفسُه ينطبق على علامات أحد التلاميذ المتدنّية في تحليل النص باللغة الأجنبية بالرغم من أنّ "قراءته جيّدة".
لذلك، فإنّ التحفيز اللغوي من خلال تعريض الطفل للغة (الفُصحى مثلًا) عبر قراءة القصص، الأغاني، الممارسة، ومشاهدة الرسوم المتحرّكة، ضروري وأساسي لتحقيق أحد عناصر المُعادلة المذكورة، فلا تغفل عنه!
تابعنا في تدوينات قادمة لتعرف أكثر حول العنصرين الأخريين.
شكرًا لقراءتك 😊
يمكنك مشاركة هذا المنشور!