لُطفًا، لا تقرأ ما أكتب. قُلتُ لا تقرأ! أما زلت تقرأ؟ انظُر جيِّدًا إلى الكلمة التالية (ولكن لا تقرأها): لقد قرأتَ مُجدّدًا! هل فكّرت يومًا لماذا يصعب على طفلك أو تلميذك استخلاص المعنى من ما يقرأ بالرغم من أنّ قراءته جيّدة؟ أو لماذا تطال صعوباته في القراءة اللغة العربية فقط؟ لحظة، ما هي القراءة أصلا؟

عندما كنتُ طفلة، كنت أعرف "أخوتًا" يقطن حيّنا. كان كل الأطفال يخافون منه ولا زلتُ أذكر كيف كان قلبي يخفق بشدّة كلما اضطررت للمرور من أمام منزله. هذا "الأخوت" كان ببساطة من أشخاص التوحد.

هل جربتم مرة أن تسألوا طفلًا منهمكًا باللعب عمّا يفعله؟ إن كان جوابكم "نعم"، فبالتأكيد سمعتم منه تلك الإجابة البسيطة "إنني ألعب"، وذلك دون أن يكلّف نفسه عناء النّظر إليكم. نعم، فإنّ هذه الإجابة هي أسهل علينا بكثير من أن يقول لنا مثلًا: "إنني في هذا الوقت، أتعلم وأطوّر ذكائي، أمرّن عضلات يديّ الصغيرتين وأحفّز دماغي على التنسيق بين حركات يديّ فيما بينها من جهة وبين هذه الحركات ونظري من جهة أخرى. ليس هذا فحسب،...

شو لون التلج؟ أبيض. شو بتشرب البقرة؟ إذا كانت إجابتك "حليب" فقد وقعت في الفخ!